سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل أحد السلف .. هل ينام الشيطان ؟
فقال : لو نام الشيطان لاسترحنا .
و نفهم من ذلك أن الشيطان في تعب و وصب و نصب ، يجتهد أن يضلك عن سواء السبيل ،
يسهر الليالي الطوال ، و يصل الليل بالنهار ، لعله يجد منك لحظة غفلة فيبادر إليك بوسوسة الصدر ،
و تزيين المعصية ، ينتظر منك زلة يختم لكَ بها فتكون معه في السعير ـ نعوذ بالله الرحيم ،
و بوجهه الكريم منها ـ اللهم آمين .
إخوتي ، هذا هو سعي الشيطان و دأبه ، فأين سعيك و دأبك أنت ؟!!!
ألا تقوم الليل متهجدا مستغفرا بالأسحار .. ألا تقرأ القرآن الكريم و تتعهده بالترتيل و الحفظ ـ
و الحرف فيه بحسنة و الحسنة بعشر أمثالها ـ ألا تصوم لله عز و جل تطوعا ..
ألا تتخذ رسول الله صلي الله عليه و سلم .. قدوة لك في نومك و قرارك ، و حلك و ترحالك .
أخي في الله .. لماذا تصر أن تبقي و حيدا تصارع عدوك فيصرعك كثيرا ، و تصرعه قليلا ؟
أم أنك ـ أخي ـ عنه غافل ؟!!!
أم تظن بنفسك قوة تمكنك من دفعه وحدك ، و أنت حتي لا تراه هو و قبيله ، و لا حول لك و لا قوة ؟!!!
ألا إن القوة لله .. ألا أن العزة لله .. ألا أنه لا حول و لا قوة إلا بالله .
أخي ، دع الغفلة ، و توكل علي الله حق التو كل ، و تقرب إليه شبرا يتقرب إليك ذراعا ،
و تقرب إليه ذراعا يتقرب إليك باعا ، و إنْ أتيته تمشى أتاك هرولة ..
هكذا يفعل الله و هو القوي و أنت الضعيف .
هكذا يفعل و هو العزيز و أنت الذليل .
هكذا يفعل و هو عنك غني .
إخوتي .. ألا تشعرون معي بالخجل لفرط غفلتنا ، و فيض جوده و كرمه .
أما آن لنا أن نخضع و نذل بعد أن عرفنا قدْر الله ، أم أننا ننتظر أن يقول لنا : ءآلآن ؟!!!
أخي .. ألا تردد معي إن صلاتي و نسكي و محياى و مماتي لله رب العالمين ،
لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين .
إن للـه عبــــادا فطنـــا .. طلقوا الدنيا و خافوا الفتنــا
نظروا فيها فلما علمـوا .. أنهـا لـيـست لـحـي وطنــــا
جعلوها لـجة و اتخـذوا .. صالـح الأعـمـال فيـها سفنـا